كان رجل غني ولكنه شحيح و لقد كان يعيش مع زوجته الطيبة ,الصبورة التي استحملت بخله و ظلمه بمنعها من الانجاب والاحساس بشعور الامومة وذات يوم احست الزوجة بالتعب الشديد فذهبت لزيارة الطبيب و اذ بها تكتشف بانها حامل فغلبها الفرح من جهة و الخوف من زوجها من حهة اخرى فذهبت المسكينة الى اخبار زوجها و اذ به ينهال عليهابالضرب والشتم و بدأ يتوعدها بالطلاق ورميها في الشارع اذا لم تسقط ما في أحشاءها لكنها لم تخضع لمطلبه فطلقها ورمى بها في الشارع رمية الكلاب بلا شفقة و لا احساس و لابلباس يحميها من قهر البرد وشدته فبدأت المسكينة تجوب الأزقة و الشوارع بحثا عن مأوى وفي طريقها صادفت شيخا جليلا حن لحالها فدعاها الى المجيء الى منزله للمبيت معه و مع زوجته الطيبة فلبت الدعوة لانها كانت في حاجة لها و قد رحبت بها زوجته كثيرا و حنت لها خاصة بعد سماع قصتها الحزينة وطلبت منها بالموافقة على العيش معهم و التكفل بها و بما في احشاءها لايناس وحدتهم لأن لا أحد لديهم فوافقت و ارتمت في احضانهم شاكرة الله علىلطفه و رحمته بأن أوقف في طريقها هذه الأسرة الطيبة ومرت شهور الحمل و أنجبت ولدا جميلا أسمته محمد على اسم الشيخ الجليل ومرت سنتين توفي خلالها الشيخ اثر مرض خطير عانى منه سنوات عدة و بضع شهور تبعته زوجته الطيبة تاركين كل ارثهم لأمينة وابنهامحمد و قد ترك فقدانهما لدى نفسية أمينة فراغا كبيرا لكن ما عساها أن تفعل فهذه هي الدنيا فاستثمرت كل ما تركوه لهل في مشروع عاد عليها بالنجاح والخير الوفير و ربت ابنها احسن تربية أما بالنسبة لزوجها الظالم فقد عاقبه الله بأن أفلس وسار يتسكع في الأزقة الى أن وافته المنية .